الثلاثاء، ١ حزيران ٢٠١٠

رقص شرقي













الرقص الشرقي
أو مايسمى بالرقص العربي أحيانا أو الرقص البلدي، وهو نوع من الرقص ينحصر غالبا بالنساء.

انتشاره عالميا

يسمى الرقص الشرقي باللغة الإنكليزية البريطانية بيللي دانس (بالإنجليزية: Belly Dance‏) أو أورينتال دانس (بالإنجليزية: oriental dance‏) ويسمى باللهجة الأمريكية ميدل إيسترن دانس (بالإنجليزية: Middleastern Dance‏). كانت أولى دلالة للرقص العربي في اللغة الإنكليزية عام 1899. بعد أن أخذت من الاسم الفرنسي للرقص الشرقي (بالفرنسية: danse du ventre‏).

وتنتشر حاليا في أوروبا وأمريكا مدارس مختصة لتعليم الرقص الشرقي الذي يلقى رواجا بين الشبان



















ننتناول فيما يلي شخصية راقصة لبنانية شهيرة : ناديا جمال






من علب الليل حيث يسمى الرقص الشرقي "هز بطن", الى معبد باخوس في مهرجانات بعلبك الدولية, وصولاً الى أوبرا "فيينا" في النمسا, رحلة اختصرت فيها ناديا جمال طريق الجهد والتضحيات والشهرة, قطفت خلالها مجداً كرسها فنانة كبيرة ورائدة في "الرقص الشرقي" رغم أصولها الغربية. انها ماريا كاريدياس المولودة في الاسكندرية يوم 6 ديسمبر عام 1937, من أب يوناني يعيش في مصر ويملك فيها مطعماً كبيراً, وأم ايطالية تعمل مغنية أوبرا في النمسا قبل أن تأتي الى مصر وتتزوج من والد ماريا, بدأت رقص الباليه كلاسيك في الرابعة من عمرها على يد مدرسة ألمانية, واستمرت 11 سنة بهذا الفن, الى جانب تلقيها دروس في العزف على البيانو, وذلك في مدرسة "سان بول" في الاسكندرية, لها شقيقان هما روجيه مهندس معمار, ونيكولا وكانت ناديا تحبه حباً كبيراً وتناديه هاري تحبباً, وهو يعمل مديراً لأحد مطارات كندا.

اكتشفت ماريا أو ناديا فيما بعد ميلها للرقص وهي دون سن الرابعة, وذلك يوم شاركت في حفلة عيد الميلاد المجيد في المدرسة, وحصلت حينها على جائزة أفضل راقصة عن فئة الأطفال.

ومرت بضع سنوات تطورت خلالها علاقة الصبية بالرقص, غير أن الحظ فتح لها ذراعيه وهي في الثامنة حيث مثلت أول فيلم مع المطربة اللبنانية الراحلة نور الهدى, وكان دورها فتاة خرساء تتقن الرقص.

واللافت في مسيرة الفنانة الراحلة اصول أنها كانت واحدة من بين الفنانات القليلات ممن أعطين فن الرقص صورة مشرقة, فهي لم تلجه هرباً من أسرة مستواها لا يسمح لأحد من أفرادها التعاطي مع هذا النوع من الفنون, ولاتعاطت معه نتيجة لفشل في حياة زوجية أو عائلية, بل مارسته بكل ما أعطت من موهبة واحساس وتصميم وبلغت به أعلى المراتب, ما سمح لها بالرقص أمام معظم رؤساء وملوك الأرض, وفي أرقى دور الأوبرا في العالم, كما أنشأت المدارس المتعددة لتعلم قواعده وأصوله.

تكاد الفنانة الراحلة ناديا جمال أن تكون الراقصة الوحيدة بين الراقصات الشرقيات التي أعطت لفن الرقص القيمة التي يستحق, وسمت به الى أعلى المراتب فأعادت اليه وهجه وتألقه, ومسحت عنه كل التشوهات التي شابته. فأضحى معها فناً راقياً لا يقل شأناً عن باقي الفنون وأرقاها.

لذا لم تكن حياتها صاخبة ومليئة بالقصص والأحداث كالتي تحدث مع الكثير من الفنانات خصوصاً الراقصات, فكانت حياتها طبيعية وهادئة نوعاً ما, حتى أنها كانت تكره السيجارة ولم تكن تشرب الخمر, همها الوحيد منصب في تطوير فنها والرقي به.
أما عن تغيير اسمها الأصلى ماريا واستبداله ب¯ناديا جمال, فكان من اختيار صاحب الفندق الخواجة طانيوس, الذي أسماها بدايةً ناديا الجمال وبالاصرار على "ال¯" للتفريق بينها وبين الراقصة المشهورة آنذاك سامية جمال, الا أن الفنان الراحل فريد الأطرش لما شاهدها ترقص أصر على أن يكون الاسم ناديا جمال.

على طريق الفن سارت ناديا رغم تعرضها لمحاربة البعض, خصوصاً في مصر, لكنها تمكنت من تحقيق ذاتها كراقصة فنانة وممثلة قديرة لها أدوارها البطولية الناجحة في عدد كبير من الأفلام, بالاضافة الى اتقانها التام للموسيقى على أنواعها.


❑ مزيج
تعلمت ناديا جمال فن الباليه لمدة عشر سنوات وتخرجت على يد البروفيسور فريد أنيكولس ثم عملت 5 سنوات في رقص "المودرن", ثم درست لمدة ثلاث سنوات البيانو والسولفاج ومتفرعاته ومعظم رقصاتها من تصميمها الخاص, حيث كانت تجلس مع الملحن وتعمل على تصميم الرقصات.

أصدرت ناديا كتاباً عن الرقص, تحدثت فيه عن مدرسة الرقص الشرقي. فاستمرت بالتحضير له سنوات عدة مستعينة بالمصادر والمراجع العامة التي تحكي قصة الرقص, كما خصصت فيه لكل رقصة تاريخها ومجدها وعظمتها, ومن حيث المبدأ كان ينصب اهتمامها على درس أساس كل رقصة, ومصدرها وتاريخها والشعب الذي تعود اليه, لتستنتج أخيراً بأن الرقص الشرقي مزيج من رقصات عدة منها: الهندي والتركي والفينيقي والألماني.

كانت والدتها قوية ومتسلطة على أولادها, فكانت ناديا تهابها وتحسب لها ألف حساب, وكان شرط الأم منذ البداية, أي منذ احتراف ناديا الرقص أن يكون رقصها محتشماً وكذلك بدلات رقصها, وهي رغم أصولها الغربية الا أن عادات اليونانيين المشابهة لعادات الشرقيين كانت الرادع في عدم الاسفاف والابتذال برقص ناديا جمال.

عام 1958 سافرت ناديا جمال باسمها الجديد الى القاهرة, وبدعوة من الموسيقار الكبير فريد الأطرش لتشاركه البطولة مع صباح في فيلم "ازاي أنساك", ولعبت فيه دور شقيقة صباح, فأثبتت ناديا أنها ليست فقط راقصة محترفة بل ممثلة ناجحة أيضاً.

عادت الى بيروت ومسارحها لتمارس مهنة الرقص, وقد أقامت الكثير من الحفلات الناجحة في مربع "الايبي كلوب" في منطقة عين المريسة, وكان يحضر حفلاتها الكثير من الشخصيات المهمة, ومن بينهم الرئيسان الراحلان كميل شمعون وشارل حلو.

في تلك الفترة تعرفت ناديا الى عازف الكمان في فرقتها شفيق هاشم, ونشأت بينهما علاقة حب قوية تكللت بالزواج عام 1959, وظلت هي ترقص وهو يعزف خلفها, في عام 1960 حصلت ناديا جمال على الجنسية اللبنانية جراء زواجها من شفيق هاشم, الذي بقيت معه 8 سنوات دون انجاب أولاد, رغم ذلك كانت سعيدة معه, فكان رجلاً حنوناً وطيباً معها, كما أنه خلصها من تسلط والدتها التي كانت تُشبهها ناديا بال¯"كرباج" الذي يلاحق طيفها.

في تلك الفترة شاركت ناديا جمال في عدد من الأفلام العربية والعالمية وقاربت أعمالها السينمائية 40 فيلماً عربياً وأجنبياً, نظراً لاتقان ناديا 7 لغات, ما أتاح لها فرص العمل في تلك الأفلام, وأكثر أفلامها كانت بمشاركة صديقة عمرها المقربة المطربة صباح.

بعد طلاق ناديا من زوجها الأول شفيق هاشم, سافرت الى دول عدة في العالم للمشاركة بالحفلات, تميزت ناديا جمال بنمط خاص بها في الرقص الشرقي وانفردت به, وقال عنها الصحافي الراحل جورج ابراهيم خوري "طوال38 سنة, ومنذ أن كانت أحلى الراقصات في بداية الطريق لم تؤد رقصة واحدة وصفت بأنها خليعة أو مثيرة, وبالتالي لم توجه اليها أي ملاحظة صغيرة من أي شخص وصحافي, والسبب أنها كانت الرقيبة على نفسها".

اشتهرت ناديا جمال برقصة "الحصان", وهي رقصة على رجلٍ واحدة, تحمل بيدها العصا يرافقها ايقاع يشبه ايقاع خطوات الحصان, فحاولت الكثيرات تقليدها بتلك الرقصة ولكنهن فشلن بذلك.

ومن الأشياء التي تميزت بها ناديا جمال وأصبحت موضة فيما بعد, الغناء اثناء الرقص, كما كانت مميزة عن غيرها من الراقصات بقدرتها التامة على اعطاء التعبير أكثر منهن, وذلك باعتماد الحركة في ترجمة كل الأحاسيس والانفعالات كالفرح والألم والحزن.

يقول عنها سيتراك العازف اللبناني الشهير في فرقتها أنه كان ممنوع تناول العشاء أو الطعام والشرب خلال تقديمها وصلتها الراقصة, وفي احدى المرات أوقفت وصلتها في فندق ال¯"فينيسيا" بعدما سمعت قرقعة الصحون وانشغال الناس عن متابعة رقصها بالطعام والشرب.

وهذا الأمر كان سبباً في زيادة محبة زملائها والعاملين معها في الوسط الفني لها, حتى الفنانة الكبيرة صباح كانت تقول عنها انها "ملكة الذوق والكرم والأخلاق".

ثم اختارت ناديا جمال السفر الى الولايات المتحدة الأميركية وأول عمل فكرت به تأسيس مدرسة لتعلم الرقص الشرقي في نيويورك وعندما وجدت الاقبال الكثيف على تعلم فن الرقص من الفتيات الأميركيات والمتحدرات من أصل عربي وأوروبي وآسيوي, أسست فروعاً لها في ديترويت وأوهايو وسان فرنسيسكو, وبلغ عدد الطلاب الذين التحقوا بها لتعلم فن الرقص خمسة آلاف بين راقص وراقصة, معظمهم أساتذة الفنون في الجامعات والمدارس والمعاهد هناك.

في هذه المدارس, حاولت ناديا العودة الى أصول الفن وتاريخه وتراثه وحضارته, اذ كانوا يعتبرونه في معظم الدول وحتى العربية منها "هز بطن" لاأكثر, فهي في كل دروسها كانت تعتمد على تراثية الرقص الشرقي وعلى أنه أبعد وأعمق من "هز الخصر".

عام 1970 شاركت صباح في مسرحية "القلعة" لروميو لحود في مهرجانات بعلبك, وقدمت خلالها رقصة "السماح", التي تميزت بها جداً, وقد أبهرت يومذاك رئيس الجمهورية سليمان فرنجية الذي كان حاضراً مع عقيلته, فقام وهنأها على تلك الرقصة, وكان أيضاً بين الحضور الفنان الكبير الراحل عاصي الرحباني الذي هاجم في احدى المرات الرقص الشرقي معتبراً أن ليس هناك غير الرقص الفولكلوري اللبناني, وبعد مشاهدته لناديا جمال وهي ترقص كالفراشة على مسرح بعلبك اقترب منها مصافحاً: أنتِ كبيرة كأعمدة بعلبك.

في تلك الأثناء تعرفت جمال الى المخرج اللبناني منير معاصري الذي كان يعمل مساعد مخرج لروميو لحود في مسرحية القلعة وقام باخراج الفيلم الذي شاركت به "وداعاً بيروت", فوقع الغرام بينهما وقررا الزواج وهذا ما حصل, وبقيت مع منير معاصري لفترة 6 سنوات لم تنجب أي ولد خلالها, ولم يتحقق حلمها بالأمومة.

سافرت ناديا مع اندلاع الحرب الأهلية في بيروت عام 1975 الى فرنسا, وهناك قامت بتعليم أصول الرقص الشرقي الممزوج بالباليه والجاز في المعاهد الكبيرة, واحدى المرات حضر الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران (كان وقتها وزيراً) حفلاً لها في مربع "لو رويال" بفرنسا, وكانت المغنية العالمية داليدا حاضرة والممثل العالمي آلان ديلون, فأبهرتهم حتى قام ميتران اليها وقبل يدها اعجاباً واحتراماً لفنها, وقد طلب منها الممثل الآن ديلون مشاركته بطولة فيلم ولكنها اعتذرت منه لكي لا تغيب عن زوجها منير معاصري وحده في بيروت خصوصاً في تلك الظروف التي كان يمر بها لبنان. عام 1978 وقع الطلاق بين ناديا جمال ومنير معاصري, والتفتت ناديا لفنها وكيفية تطويره, لأنه كل حياتها كما كانت تردد دائماً, وهو الذي يملأ الفراغ والوحدة في حياتها.

بعد الطلاق سافرت ناديا الى أميركا وهناك أسست مدرسة سرعان ما ضمت نحو ثمانين طالبة, وبقيت هناك لمدة سنتين, خصوصاً بعد تدهور الأوضاع في بيروت واقفال المطار والمعابر, ومن أميركا انطلقت للعالم كله بجولات وحفلات كانت ناجحة جداً, وملوك ورؤساء كثيرون شاهدوا رقصها وهنأوها باحترام منهم الملك حسين في الأردن, وملك اسبانيا خوان كارلوس الذي حضر حفلاً لها مع داليدا في برشلونة والرئيس الاندونيسي أحمد سوكارنو, لذا حازت على لقب راقصة الملوك والرؤساء.


❑ ألف ليلة وليلة
بعد تلك الجولات الناجحة في العالم لفتت ناديا جمال أنظار المخرجين من العالم, فهي فضلاً عن كونها راقصة محترفة ومتميزة, كانت تتمتع بجاذبية ممزوجة بين سحر الشرق وهدوء الغرب, فسافرت عام 1979 للهند لتشارك الممثل الهندي المعروف أميتاب باتشان فيلم "من الخاطئ", ومن بعدها كرت عليها سبحة تصوير الأفلام, و"ذهب النيل" وهو انتاج فرنسي, "المشي قبل الموت" عام 1981 (اسباني), وفيلم "ألف ليلة وليلة" (يوناني), وآخر فيلم صورته في حياتها قبل توقفها عن التمثيل كان عام 1982, وهو فيلم أميركي "24 ساعة للقتل", كما أنها شاركت ما بين 1963 و1975 بالكثير من الأفلام المصرية واللبنانية, ومعظم أفلامها كانت مع صباح ورشدي اباظة وفريد الأطرش, وعملها في مصر خصوصاً مع فريد الأطرش وبالأخص تحت اسم ناديا جمال أثار غيرة وغضب الراقصة سامية جمال.

عادت ناديا جمال بعد انتهائها من تصوير فيلمها في أميركا أواخر عام 1982 الى بيروت لمزاولة الرقص الشرقي في الملاهي, وافتتحت مع صديقتها مصممة الرقص جورجيت جبارة مركزاً لتعليم أصول الرقص في منطقة الدكوانة, أثناء ذلك تعرفت ناديا على رجل الأعمال السوري طلال خالد وهو كان من المواظبين على حضور حفلاتها ومن المعجبين بفنها, وتطورت علاقتهما الى الزواج, وشيئاً فشيئاً ابتعدت ناديا جمال لفترة 5 سنوات عن الفن حتى وقوع الطلاق بين الطرفين, وعزت ناديا السبب الى "أم طلال", التي كانت تتدخل بكل صغيرة وكبيرة في حياتهما خصوصاً أن ناديا لم تنجب أولاداً من طلال.

اشتدت الحرب في عام 1988, التي عُرفت بحرب الالغاء بين ميشال عون والسوريين من جهة, وبين عون والقوات اللبنانية من جهة أخرى, وكانت ناديا جمال تسكن في "الحازمية" بجوار المطربة صباح والمطربة سميرة توفيق, وكانت هذه المنطقة خط تماس وحساسة جداً, وتعرض بيتها للقصف الطائش, فهربت ناديا من بيتها الى الدكوانة واختبأت في مركزها لتعليم الرقص, وأيضاً لم يسلم الوضع هناك, فنزلت الى الملجأ وظلت مختبئة فيه لمدة أسبوع, وكان معها بالاضافة لأهالي المنطقة المختبئين في الملجأ, المصور الصحافي جوزيف أبي رعد, الذي أتى لزيارتها وعلق هناك, وعندما طال وقت الاشتباكات قرر جوزيف الخروج من الملجأ ليذهب عند عائلته القلقة عليه, وبينما هو خارج من الملجأ أصيب بشظية اخترقت فمه واستقرت في عنقه, فهبت صارخة وحملته مع الشباب الموجودين ونقلته بسيارتها "البيجو" الى مستشفى "قلب يسوع" في الحازمية تحت القصف والخطر, وهو موقف تُحسد عليه من معارفها لجرأتها وشهامتها, وبقيت الى جانبه وجانب عائلته حتى خروجه من المستشفى.

بعدما اشتدت الحرب وبعد شعورها بأعراض الألم والأوجاع في صدرها وظهرها, قررت ناديا الانتقال من منزلها في الحازمية الى غرب بيروت وتحديداً الحمراء عند صديقتها مهى العريسي ومن هناك طارت الى كندا, وكانت ناديا تشكو أعراضاً غريبة في مختلف أنحاء جسدها, وظنت أن هذه الأعراض نتيجة تعب وارهاق من ضغوطات الحرب, في هذا الوقت تلقت ناديا اتصالاً من شقيقها "روجيه" الذي يعمل في كندا مديراً لأحد المطارات, يخبرها فيه عن اشتداد مرض والدها, الأمر الذي سبب لناديا قلقاً وحزناً كبيرين, فهي متعلقة جداً بجميع أفراد عائلتها خصوصاً والدها.

ولم تنتظر طويلاً وحضرت الحقائب لتغادر بيروت, ولكن المطار كان مغلقاً, فعادت الى منزل صديقتها في الحمراء والحزن النفسي والوجع الجسدي يسيطران عليها.

اشتدت الأوجاع على جسدها وفي مناطق متفرقة منه, فقامت بزيارة طبيبها الخاص د.بيار فلفلي الذي أخبرها صراحة بوجود أورام خبيثة في صدرها يجب استئصالها, تقبلت ناديا الخبر بعقلانية وقررت اجراء العملية في كندا.

وبعدما هدأت الحال وفتح المطار سافرت يوم 16 مايو 1989 الى كندا لملاقاة والدها المريض, والمفاجأة الكبرى كانت عندما عرفت أن والدها قد فارق الحياة تاريخ 24 أبريل, ولكن شقيقيها لم يخبراها بالأمر كي لا تحزن خصوصاً أنهما يعلمان بمرضها, هذا الخبر أسرع في انتشار المرض بسرعة في جسدها, وقبعت في البيت بكندا متعبة ومكتئبة, وعندها اتصلت بصديقها المقرب منها جداً الصحافي ستافرو جبرا وصديقة الدرب جورجيت جبارة وأخبرتهما عن رحيل والدها المفجع وعن مرضها, ثم أوصتهما الاهتمام بمنزلها في الحازمية, ودراية الأزهار.

في 25 مايو زارت ناديا جمال طبيبها في كندا, والذي اعلمها استحالة اجراء العملية, لأن الوقت كان أسرع والسرطان قد انتشر في مختلف أنحاء جسدها, وأنه لم يبق لها سوى وقت قصير لتفارق الحياة.

تقبلت ناديا خبر موتها قبل الكل, وهي أول من نعت نفسها, فاتصلت بجورجيت وستافرو وأوصتهما بالاعتناء بالنباتات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق